قرار وزارة التربية يعمق غموض الدخول المدرسي وارتباك أُسَر التلاميذ..
لم تفتُر الانتقادات الموجهة إلى وزارة التربية الوطنية منذ صدور بلاغها، مساء أمس السبت، بشأن الدخول المدرسي المقبل، الذي خيّرتْ فيه أمهات وآباء التلاميذ بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وترَك جملة من الأسئلة العالقة، من قبيل: ماذا لو اختارت غالبية الأسر التعليم الحضوري؟
وفيما تتوالى ردود الفعل المنتقدة لوزارة التربية الوطنية، فإنّ معالم الموسم الدراسي المقبل لم تتضح بعد، رغم البلاغ الذي أصدرته الوزارة أمس، ليس فقط لدى الأسر بل حتى لدى الهيئات الفاعلة في ميدان التربية والتعليم؛ إذ قال عبد الله إقواسن، النائب الأول لرئيس الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، إن "بلاغ الوزارة تكتنفه الضبابية".
وتوقع إقواسن، في تصريح له، ألّا تكون مضامين بلاغ وزارة التربية الوطنية الصادر أمس محسوما فيها، "بل أرجّح أنْ تكون أفكارا سيليها نقاش من أجل الوصول إلى طريقة عمل موافق عليها"، ذاهبا إلى القول إن اعتماد التعليم الحضوري "صعب جدا جدا".
وزارة التربية الوطنية أكدت أنها قررت اعتماد التعليم عن بعد كصيغة تربوية في بداية الموسم الدراسي المزمع انطلاقه يوم 7 شتنبر، بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات، بكافة المؤسسات التعليمية والخصوصية ومدارس البعثات الأجنبية، مع توفير تعليم حضوري "بالنسبة للمتعلمين الذين سيعبر أولياء أمورهم عن اختيار هذه الصيغة".
وإذا كان اعتماد التعليم الحضوري "صعبا جدا" كما قال إقواسن، فإن عددا من الأمهات والآباء يتساءلون، منذ الآن، كيف ستتصرف وزارة التربية الوطنية في حال اختارت نسبة كبيرة من الأسر التعليم الحضوري، باعتبار محدودية فعالية التعليم عن بعد؛ إذ سيصير من الصعب توفير شروط الوقاية من فيروس كورونا في فضاءات المؤسسات التعليمية.
وفيما يستمر الآباء والأمهات في طرح جملة من الأسئلة "المحيّرة" لهم منذ صدور بلاغ وزارة التربية الوطنية، استبعد إقواسن أن تختار الأسر صيغة التعليم الحضوري، "لأنّ الوباء لا يستثني أحدا، بمن في ذلك الأطفال"، ذاهبا إلى القول إنّ التحدّي الذي ينبغي أن تتضافر جهود الجميع لكسبه الآن، هو الحفاظ على صحة الإنسان، "حتى لو تطلب الأمر تأجيل انطلاق الموسم الدراسي المقبل".
علاقة بذلك، بدأ البعض يطرح فكرة "سنة دراسية بيضاء"، غير أن النائب الأول لرئيس الكونفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، استبعد هذا الخيار، معتبرا أن تدبير الموسم الدراسي المقبل لم يُحسم بعد، وقد تتغير التدابير المتعلقة به في أي لحظة، حسب تطور الحالة الوبائية في البلاد.
وبينما تضج صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بغضب واسع من طرف أمهات وآباء التلاميذ لعدم اتّضاح مصير الموسم الدراسي المقبل، أوضح عبد الله إقواسن أن المرحلة الحالية "تتطلب التريث والتحلي بالحكمة من جميع الأطراف، وجعل الحفاظ على صحة الإنسان أولوية".
وبخصوص اعتماد التعليم عن بعد، اعتبر المتحدث أن هذه التقنية في المغرب "ليست سوى مجرد ترقيع إلى حد الآن، لأننا لا نتوفر على بنية تحتية تؤهل المنظومة التربوية لاعتماد التعليم عن بعد"، مضيفا أن "التعليم عن بعد الحقيقي لا يختلف عن التعليم الحضوري؛ إذ يتيح للتلاميذ والطلبة متابعة الحصص الدراسية مباشرة والتفاعل مع الأستاذ كأنهم داخل القسم، وهذا لا يتوفر سوى في أربع أو خمس مؤسسات تعليمية جامعية في المغرب، والباقي مجرد ترقيع".