شعب الفيسبوك يوجه مدفعياته لتفجير فضيحة بلاغ وزارة التعليم في زمن كورونا
لو كان لشعب الفيسبوك "مجلسا أعلى للعلاقات العنكبوتية في الزمن الرقمي"، يتخذ القرارات المصيرية ذات الصلة بالشأن العمومي ويتم ترجمتها و تصريفها على أرض الواقع، لكان مصير أعضاء حكومة سواء عبد الإله بنكيران أو وصيفه سعد الدين العثماني المحاكمات تلوى الأخرى، بتهم "إشاعة الفوضى"، وتمريغ كرامة الإنسان المغربي في "البؤس والحرمان"، وتهم "الخيانة والاستهتار" بحقوق الشعب المغربي المنصوص عليها دستوريا.آخر تهم العبث الحكومي بإسم وزير الكوارث والفضائح، تتجلى في فدلكة بلاغ أصحاب "السبت" الذي نزل كالصاعقة على رؤوس المغاربة بخصوص صيغة استئناف الموسم الدراسي الجديد برسم سنة 2020 / 2021 .
من الوهلة الأولى خلال الإبحار في الفضاء الأزرق يتضح أن هناك إجماع على أن بلاغ الوزارة بلاغ ملغوم " يفتعل الخلاف داخل نفس الأسرة، بين من يفضل التعليم الحضوري ومن يختار التعليم عن بعد " ـ حسب أغلب التدوينات ـ، على اعتبار أن الأصل في تدبير السياسات العمومية هو الوصول إلى "القرارات العمومية يجب أن تكون عامة ومجردة مراعاة للمساواة أمام القانون منسجمة مع مبدأ تكافؤ الفرص".
وبسخرية لاذعة إزاء بلاغ الوزير سعيد أمزازي، تساءل العديد من رواد منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك بالقول "أشنو زعما، اللي بغا يقرا عن بعد نقريوه عن بعد.. واللي بغا يقرا عن قرب نقريوه عن قرب؟؟ .
تدوينات، تقاسمت نفس مضمون رسائلها القوية التي تنتقد بلاغ الوزارة، حظيت بمتابعة وتعاليق تعبر عن قلق من يهمه أمر حقل التربية والتعليم في زمن كرونا من بينها أن " وزارة التربية الوطنية تخيّر التلاميذ بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وتؤجل الجهوي... كيف لرجال ونساء التعليم أن يوفقوا بين من يطالب بالتعليم الحضوري ومن يطالب بالتعليم عن بعد ؟"
وقد ترددت كلمة "العبث" و "الارتجالية" في أغلب التدوينات والتعاليق كوصف ينتقد بشدة طريقة التعاطي مع القرارات ذات الصبغة العمومية "قمة العبث والارتجالية... هذا الوزير اتخذ قرارا بعدم إجراء الامتحان مباشرة قبل أو بعد الباك ... وأخره إلى يومين قبل الدخول المدرسي ثم في آخر لحظة يقدم على التأجيل دون تحديد موعد" في إشارة إلى البلاغ الذي تضمن: "بخصوص الامتحان الجهوي الموحد للسنة أولى بكالوريا، واعتبارا لما سبق، فقد تقرر تأجيله إلى وقت لاحق".
في سياق متصل بعبث بلاغات وزارة التعليم، طالب المئات من رواد فيسبوك بتطبيق آلية "ربط المسئولية بالمحاسبة، و مساءلة من كان السبب في اتخاذ قرارات ذات الصلة بارتفاع منسوب الإصابات وحالات الوفيات وانتشار الجائحة". وجاءت أغلب التدوينات وكأنها تصب في اتجاه رفع اليد عن مصير الشعب في مواجهة الوباء "فليفتحوا الشواطئ و المسابح والأسواق والمراقص.. و ليتركوا للناس حرية الاختيار في ولوجها أو هجرها...إنه نفس المنطق الذي انبنى عليه قرار وزارة التربية الوطنية.. بخصوص إلقاء المسؤولية على الآباء في اختيار التعليم عن بعد أو التعليم الحضوري لأبنائهم...إنه العبث".
وثمنت العديد من التعاليق تدوينة سياسية تساءلت عن تعطيل أجرأة دستور المملكة على مستوى ما يسمى بالجهوية المتقدمة "ما معنى الحديث لعقود عن الجهوية المتقدمة إن لم تضعها الدولة رهن التطبيق لضمان دخول مدرسي محترم ؟ لكل جهة وضعها البيئي، أغلبية تنظم دخولها بطريقة عادية وبعضها عن بعد...اختيار سيمنح للمسئولين فرصة تدبير الأمور برزانة وتحكم....علاش التخرميز علاش؟"
تدوينة بلمسة تربوية وبيذاغوجية استرجعت الشهور الأولى للحجر الصحي حيث ذكر صاحبها حكومة سعد الدين العثماني ووزيره في التعليم بالقول : "..نذكر أصحاب القرار بكل احترام وتقدير أن هاذ التلاميذ راه هما اللي دخلوا لديورهم والتزمو بالحجر الصحي وكانوا كيطلوا من السطوح والشراجم كل ليلة باش يغنيو النشيد الوطني".
وذكرت التدوينة بأن أسرة التعليم والمدرس (ة) "رآه هو اللي كنا كنعتمد عليه فكل الحملات الوطنية للتوعية، في حوادث السير، في المحافظة على البيئة.. والنتائج دائما والشهادة للتاريخ كانت مشرفة بل مدهلة."
و وجه سؤاله لمن يعنيه أمر حقل التعليم "إذن واش ماكتفكروش نعتمد عليه ونثيقو فالكفاءة والوطنية ديالو لأنه قادر يقوم بتوعية الصغار بخطورة هاذ الوباء ويعلمهم سبل الوقاية منه.
ومن خلالهم توصل الرسالة لعموم الناس.. نخليهم يقولوا ( دير الكمامة يا أبي) ،كيف كيقولوا (لا تسرع يا أبي فنحن بانتظارك).
واعتبرت نفس التدوينة أن الموسم الدراسي الجديد " فرصة ثمينة ماضيعوهاش. المدرسة ماشي سوق للماشية.. والأطفال أحسن يكونوا في مدارسهم مؤطرين على وجودهم فالأزقة والشوارع ..قلصوا ساعات الدراسة.. ارجعوا لنظام التناوب.. وشجعوا رجال التعليم ليقوموا بالدور اللي كيتقنوه مع التلاميذ ديالهم.."
على سبيل الختم :
نختم هذه المادة لإعلامية بجديد تصريحات البروفيسور الفرنسي "راولت" الذي أكد في تصريحه للصحافة الفرنسية قائلا : " الفيروس اليوم أضعف من الفيروس الذي ظهر في البداية وخلق حالة من الرعب. حذار من الخوف، لأنه يقود إلى اتخاذ قرارات خاطئة، حذار من التخويف والضغط النفسي، "الكرنتينة" (أربعين يوما من الحجر الصحي) ليست حلا ولم تكن من قبل حلا. غسل اليدين أهم من الكمامة، لأن العدوى تنتقل عبر اليدين. واللقاح سؤال؟ يبقى الجواب عليه معلقا ومتعلقا بحساب الفوائد وضدها".