بوادر ركود سوق الكتاب المدرسي تؤزم وضعية الناشرين المغاربة
بوادر موسم ركود تلك التي يستشعرها الناشرون وأصحاب المكتبات بشأن الكتاب المدرسي، فقد أعد كثيرون أنفسهم لتقديم عرض قائم مثل جميع السنوات؛ لكن سياق الجائحة فرض نفسه على دينامية القطاع، ليبقى متوقفا على الرغم من دنو موعد الموسم الدراسي الجديد.
وتشكل الوضعية المبهمة التي يوجد عليها الموسم الدراسي أولى مشاكل الركود؛ فأمام عدم تأكد العائلات من معطى الدراسة الحضورية، وصعوبة استئناف العودة إلى الأقسام في الوقت الحالي، تراجعت مداخيل الكتبيين بأكثر من النصف.
وعلى الرغم من ملامح الركود البادية في الأسواق، فإن الناشرين والكتبيين يصرون على أنهم استعدوا بالشكل اللازم، مثل جميع المواسم؛ فيما يبقى الرهان هو استعادة سوق الكتب لعافيته فور اتضاح ملامح الدخول المدرسي، بالنسية إلى القطاعين العام والخاص.
ولم يستثنِ الكتبيون بدورهم أنفسهم من القطاعات المتضررة جراء الفيروس التاجي، حيث وجّهت الجمعية المغربية للكتبيين مراسلة إلى لجنة اليقظة الاقتصادية المكلفة بتدبير الإجراءات المتعلقة بجائحة "كورونا"، ناشدتها فيها أن تنظر في وضعية أرباب المكتبات.
حسن محمد قادير، رئيس الجمعية المغربية للناشرين، أوضح أن مؤشرات ركود القطاع واضحة المعالم، مؤكدا أن الفترة نفسها من السنة الماضية شهدت نفاد 60 في المائة من المخزون؛ فيما لم يتم بيع ولو 10 في المائة من المخزون، هذه السنة.
ويرجع قادير، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، هذا الركود إلى التخوف الذي يشوب الكتبيين من ركود السوق وعدم اقتناء الآباء للكتب المدرسية، مسجلا أن تشديد المراقبة على التنقلات بين المدن شكل أيضا مشكلا عويصا حال دون تواصل الناشرين والكتبيين.
وأشار الفاعل المدني إلى أن حديث سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية، عن موعد استئناف الدراسة الحضورية يمكن أن يعيد التوازن قليلا إلى سوق الكتب، مؤكدا أن فئة قليلة هي التي تستطيع بيع منشوراتها خلال السياق الحالي؛ وهو ما يقتضي تحركا جماعيا لكي يستفيد الجميع.
وأكمل قادير قائلا في التصريح ذاته: "هناك أسر عديدة تنتعش مداخيلها من خلال نفس القطاع على الصعيد الوطني"، مطالبا بتوفير سياق دخول مدرسي عاديّ السنة المقبلة، من أجل ضمان عودة الانتعاش واستفادة مختلف الفاعلين.