كورونا والدخول المدرسي.. أي سيناريوهات ممكنة؟
لا يخفى على المغاربة قاطبة ان فيروس كورونا المستجد خلف رعبا وهلعا في العالم أجمع مما اضطرت معه اغلب بلدان العالم التوجه نحو التعلم عن بعد خلال الموسم الدراسي المنصرم، وهذا التوجه تبنته أيضا الدولة المغربية ابتداء من 16 مارس 2020 إلى نهاية السنة الدراسة.
لكن السؤال الذي يطرحه عامة الشعب المغربي اليوم ماذا عن الدخول المدرسي القادم في ظل تزايد عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد؟
للإجابة عن جزء من هذا السؤال لا بد من الرجوع للمقرر الوزاري الخاص بتنظيم السنة الدراسية 2021-2020 الصادر (06 غشت 2020) وكذا البلاغ الإخباري الصار عن الوزارة نفسها بتاريخ 09 غشت 2020.
حيث جاء في المقرر الوزاري في مادته (2) ” ينطلق الموسم الدراسي يوم الثلاثاء 01 شتنبر 2020، وتحدثت المادة (4) منه عن التحاق اطر الإدارة التربوية بنفس التاريخ، فيما يلتحق اطر هيئة التدريس يوم الاربعاء 02 شتنبر 2020 ، وأما انطلاق الدراسة بشكل فعلي نصت عليه المادة (6) من نفس المقرر بالصيغة التالية” تنطلق الدراسة بشكل فعلي يوم:
– الإثنين 07 شتنبر 2020 بالنسبة لأطفال التعليم الاولي وللسلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي وبأقسام تحضير شهادة التقني العالي؛
– الإثنين 05 أكتوبر 2020 بالنسبة لاقسام التربية غير النظامية ….”.
إلا ان هذا التاريخ المحدد للدخول المدرسي يبقى مرتبطا بتطور الحالة الوبائية وهو ما أشارت إليه المادة ( 1) من المقرر الوزاري حيث جاء فيها “واستحضارا للظرفية الخاصة التي ياتي فيها هذا المقرر … والتي يتعذر معها توقع تطور الوضعية الوبائية ببلادنا ليس فقط في الدخول المدرسي المقبل وإنما كذلك في مختلف محطات الموسم الدراسي برمته، فإن مقتضيات هذا المقرر تروم تنظيم السنة الدراسية المقبلة في وضعها الطبيعي…” فمن خلال قراءتنا لهذه المادة يظهر ان الوزارة قد حسمت في موعد الدخول المدرسي إلا ان تطور الوضعية الوبائية قد يغير هذا التاريخ.
وهذا ما أكده البلاغ الإخباري ( 09غشت 2020) حيث جاء فيه” .. ان مقتضياته (المقرر) يمكن ان تعدل او تكيف عند الاقتضاء سواء تعلق الامر بمحطة الدخول المدرسي او من خلال السنة الدراسية اخذا بعين الاعتبار تطور الوضعية الوبائية ببلادنا…”.
وإذا كان موعد الدخول المدرسي المقبل مرتبط بتطور الوضعية الوبائية وما تفرضه السلطات الصحية من إجراءات احترازية في ظل تزايد عدد المصابين فما هو النموذج التربوي الذي تعتمده الوزارة لإنجاح الموسم الدراسي؟
بالرجوع إلى مقتضيات المقرر الوزاري نجده لم يحسم النموذج التربوي الذي سيتم اعتماده بل تحدث عن الوضع الطبيعي مع إدراج بعض المستجدات المرتبطة بآلية التعليم عن بعد إلا ان تلك المقتضيات قد تعدل او تكيف حسب المستجدات الوبائية، وهذا ما اكده البلاغ الإخباري (09 غشت 2020 ) حيث جاء فيه” لم يحسم بشكل قاطع في النموذج التربوي الذي سيتم اعتماده في الدخول المدرسي المقبل ( تعليم حضوري او عن بعد او هما معا)”.
ومن هنا يمكن طرح السؤال التالي لماذا لم تحسم الوزارة في النموذج التربوي التي ستعتمده رغم تطور الحالة الوبائية والدخول المدرسي على الابواب؟
ومما نخشاه في ظل هاته الضبابية هو بلاغات ليلية بصبغة مستعجلة او بلاغات كوكوت مينوت!
وفي رأيي ونظرا لتزايد عدد المصابين بكوفيد 19 ان السيناريوهات الممكنة هي:
1- تاجيل الدخول المدرسي إلى اواخر شتنبر مع حذف بعض العطل المدرسية
2- تعليم حضوري وعن بعد( تناوبي) يمكن تكييفه على الشكل التالي:
(الفترة الصباحية لمستوى واحد فقط والفترة المسائية لمستوى آخر مع تخصيص كل قاعة دراسية لفوج معين وتعقيمها خلال فترات الاستراحة، وتخصص فترات وجود المتعلمين خارج الفصل الدراسي للتعليم عن بعد).
3- تعليم عن بعد كما سبق في الموسم الدراسي المنصرم.
وتبقى هذه السيناريوهات مجرد تخمينات محتملة في انتظار ما تقرره وزارة التربية الوطنية في الايام القادمة.