recent
أخبار ساخنة

واجبات الأستاذ داخل الفصل وخارجه

واجبات الأستاذ داخل الفصل وخارجه

واجبات الأستاذ داخل الفصل وخارجه

لا أحد يجادل في كون الأستاذ هو العمود الفقري للمجتمع، والذي من دونه لا يمكن أن يستقيم سلوك أفراده، كما قال فيلوكسين ألستيري “إن معلمينا هم الذين يعطونا الطريقة لنحيا حياة صالحة” بل لولاه ما بنيت الحضارة، فهو منبع كل المهن التي تتكاثف فيما بينها، من أجل توفير كل حاجيات الإنسان لتيسير عيشه داخل هذا الكوكب، فالأستاذ لا يختصر في وقفته داخل حجرة الدرس،  بل يتعداها ليكون القدوة، والمحفز، والموجه… فحضوره داخل القسم معلما، وخارج القسم مثالا يحتذى به، كفيل بأن يعطي انطباعا يقينيا، بأنه القادر على تقويم اعوجاجات المجتمع.

ولعل ما يعاني منه الأستاذ في بداية مساره المهني، هو عدم إلمامه بمهامه بشكل شامل، مما قد يعرضه للوقوع في إحراج أمام المسؤولين من جهة، وأمام تلامذته من جهة أخرى، لذلك سنحاول عرض المهام التي يجب أن لا يغفلها المدرس كي يحافظ على مثاليته ويقوي شخصيته.

_ التخطيط المسبق للدرس:

إن لهذه العملية التي تجرى خارج أوقات الدروس، دورا مهما جدا، وهي عبارة عن جذاذة، يسعى من خلالها الأستاذ إلى بناء درس متكامل، يحترم كل الخطوات المنهجية التي تمكن المتعلم من فهم الدرس بشكل دقيق، كما يضع من خلالها تصورات متنوعة تراعي التفاوتات والفوارق بين المتعلمين والمتعلمات، حيث تعتبر الخريطة التي تجعله يسيِّر فصله دون ارتباك؛

_المذكرة اليومية:

هذه المذكرة يمكنك الحصول عليها من المكتبات أو تصميمها بنفسك، وتعبأ بشكل يومي طبقا للمواد المدرجة في استعمال الزمن، وتتضمن المكون المدرس وموضوعه وأهدافه ورقم الحصة ورقم الجذاذة، يعتبر وجودها ضروريا يحاسب عليها من طرف المدير والمفتش…؛

_التوازيع المرحلية والسنوية:

التوزيع السنوي يتضمن كل وحدة ومكونات وعناوين مواضيعها، التي ستدرس على طول السنة الدراسية، ويتم تقسيمه إلى مراحل، ويجب وضعها داخل ملف، واصطحابها بشكل يومي إلى المدرسة، لأن الأستاذ سيطالب بها من طرف المدير والمفتش…؛

_ ملف الغياب:

يجب عدم إغفاله إطلاقا، وعدم التساهل مع غيابات المتعلمين والمتعلمات، فتلك مسؤولية كبيرة إذا لم يتم التعامل معها بجدية قد تعرض الأستاذ لمشاكل متعددة.

هذا بالإضافة إلى تصحيح الدفاتر، والكراسات بشكل يومي، وأوراق الإمتحان، والمراقبة المستمرة، تعبئة نقط المتعلمين في برنامج مسار، حراسة المتعلمين والمتعلمات أثناء الاستراحة، المشاركة الفعلية في مجالس المؤسسة، الانخراط في النوادي وتأطير التلاميذ، الاهتمام بنهندامه وهندام التلاميذ..

وعليك أيها الأستاذ أن تدرك بأنك لست في القسم من أجل التلقين، وملء الرؤوس الفارغة، بل تتواجد فيه من أجل التوجيه واستفزاز العقول، لاستخراج جواهرها، ودفعهم نحو الإبداع والإنتاج، وإشراكهم في بناء الدرس طبقا للوضعيات التعلمية التي يتضمنها المقرر الدراسي، والترويج لكل القيم التي يطرحها، وتكليفهم بتزيين حجرة الدرس، وصياغة القانون الداخلي والذي يعد وسيلة من وسائل ضبط القسم، وتشجيع التلاميذ على خلق حوارات علمية وأدبية، تمكنهم من توسيع مداركهم الفكرية.

هناك من المتعلمين من يأتي إلى المدرسة وهو مثقل بالطاقة السلبية، والأمراض النفسية التي راكمها بسبب الأوضاع الأسرية، والاجتماعية، وبالتالي على الأستاذ أن يساعده على بناء شخصية قوية، عبر تعزيز ثقته بنفسه، ومده بالطاقة الإيجابية حتى يصبح فاعلا حقيقيا في مجتمعه.

وتذكر ما قاله سي إس لويس “مهمة المعلم أن يزرع الصحراء، لا أن يقتلع الحشائش الضارة من الحقول”.

google-playkhamsatmostaqltradent