recent
أخبار ساخنة

أمزازي: هذه خطة الوزارة لإنجاح امتحان الباك في زمن "كورونا"


أمزازي: هذه خطة الوزارة لإنجاح امتحان الباك في زمن "كورونا"

أمزازي: هذه خطة الوزارة لإنجاح امتحان الباك في زمن "كورونا"

 حاوره: عبد الرحيم العسري


قال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن المغرب يشهدُ تعبئة جماعية لتنظيم امتحانات الباك في ظروف استثنائية غير مسبوقة في تاريخ البلاد.

وأضاف أمزازي أن وزارته حرصت على توفير جميع التدابير الآمنة لإجراء الامتحان في أحسن الظروف، من قبيل مواد التعقيم والنظافة وآليات ميزان الحرارة وكمامات وأقنعة واقية ستمنحُ لجميع المترشحين والمترشحات والأطر التربوية.

وأشار الوزير الوصي على قطاع التعليم، في حواره هذا مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنه يمكن للمترشح أن ينزع كمامته داخل قاعة الامتحان مع الاحتفاظ بالأقنعة الواقية حتى يتمكن من اجتياز الاختبار في ظروف مريحة، مؤكدا أن الوزارة وضعت مسافة الأمان لضمان عدم انتقال العدوى.

وعن مطالبة بعض التلاميذ بتخفيض عتبة النجاح بسبب إكراهات أملتها ظروف الحجر الصحي، أكد أمزازي أن تدبير عملية العتبة هي عملية بيداغوجية صرفة لا مجال فيها للتدخل من طرف أي جهة كانت، مبرزا في المقابل أن مجالس القسم لها سلطة التدخل حسب وضعية التلميذ على مستوى الحضور والسلوك وتطور مساره الدراسي، لكن كل هذا في ظل احترام تام لعتبة النجاح.

المسؤول الحكومي أكد في حواره أن الوزارة لن تعتمد في نهاية الموسم الدراسي إلى توقيع محاضر خروج الأساتذة إلكترونيا، مشيرا إلى أنها في حاجة اليوم إلى الأساتذة حضورياً للمشاركة في الاستحقاق الوطني.

إليكم الحوار كاملاً:

ما هي أبرز تدابير حماية الأطر التربوية والتلاميذ من عدوى "كورونا" خلال امتحان الباك؟.

في البداية أود الإشارة إلى أنه بحكم التباعد الجسدي خلال هذا الحوار بيني وبينكم لأكثر من مترين فلا مانع من عدم ارتداء الكمامة للحديث معكم بكل أريحية، علما أننا نطلب من المواطنين احترام إجراء ارتداء الكمامة، لكن إذا كنا نحترم مسافة الأمان فلا مشكل في نزعها.

علاقة بسؤالكم، أود التذكير بأننا نعيش ظروفا خاصة، سواء على مستوى الموسم الدراسي الذي نقترب من نهايته على بعد بضعة أيام، أو على مستوى التهييء والتحضير لاستحقاق وطني تنتظره الأسر والمترشحون، وهو الامتحان الوطني لشهادة البكالوريا دورة 2020.

كان من الممكن كما فعلت العديد من الدول أن نلغي امتحان الباك، وهذا الإجراء هو السهل، ولكننا رغم تعليق الدراسة الحضورية وعدم استئنافها إلى غاية شهر شتنبر اتخذنا قرارنا بكل قناعة بضرورة الحفاظ على هذا الاستحقاق الوطني، لأنه يشكل محطة مفصلية في الحياة الدراسية للتلاميذ، وجميع الأسر تنتظره.. هذا الاستحقاق ينقل تلاميذنا من مرحلة الثانوي إلى التعليم العالي، وهو أمر بالغ الأهمية؛ وحتى تكون له هيبته وقيمته، ولمصداقية شهادة البكالوريا في المغرب، كان لا بد من الحفاظ عليه.

إذن الرهان اليوم كبير، خصوصا على مستوى كيفية تنظيم هذا الاستحقاق في ظل الحالة الوبائية المتعلقة بفيروس "كورونا"، وحماية صحة الأطر التربوية والإدارية والمترشحين. والحمد لله من خلال ما عاينته في الميدان (زيارة تفقدية إلى جهة بني ملال خنيفرة لعدد من مراكز الامتحان) هناك اليوم تعبئة جماعية وانخراط تام لجميع المتدخلين، من أطقم الوزارة والسلطات المحلية والأمنية والصحية وأطر وزارة الشباب والرياضة، لأنه كما تعلمون سنستعين بفضاءات ومنشآت رياضية ومدرجات الجامعات ثم أقسام الثانويات.

والهدف من كل هذه الإجراءات هو توفير ظروف آمنة للتلاميذ لإجراء الامتحان. وبالفعل استطعنا توفير كل شيء لهذا الاستحقاق الوطني من مواد التعقيم والنظافة وآليات ميزان الحرارة وكمامات وأقنعة واقية ستمنح لجميع المترشحين والمترشحات. وسنقوم بحملة تعقيم جميع الفضاءات كل يوم قبل ومباشرة بعد الانتهاء من الامتحان.

وتجب الإشارة كذلك هنا إلى أنه تم الرفع من عدد المراكز التي ستحتضن هذه الاختبارات من 1500 مركز سنة 2019 إلى حوالي 2200 مركز خلال هذه الدورة لضمان التباعد الجسدي. مثلا في قاعة مغطاة حرصنا على مسافة أمان بين التلاميذ تصل إلى أربعة أمتار، والأمر نفسه في المدرج، وأيضا تقليل عدد المترشحين في القسم من 20 تلميذا إلى 10 فقط.



كم عدد الأساتذة المكلفين بالحراسة؟

تبارك الله.. منظومة التعليم تضم عددا كبيرا من الأساتذة الذين انخرطوا بكل عزم في هذه العملية. اليوم يصل عدد المكلفين بالحراسة في هذه الدورة إلى حوالي 92 ألف أستاذ وأستاذة، وعدد المكلفين بالتصحيح يناهز 32 ألفا، أي نحن أمام تعبئة شاملة وحماس كبيرين لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني في أحسن الظروف.

كيف ستتعاملون مع الحالات المشتبه في إصابتها بكورونا صباح يوم الامتحان؟.

أولا، تنظيم الامتحان الوطني في ظل هذه الوضعية يضم لجانا محلية مشتركة من وزارة الصحة والسلطات العمومية الأمنية والترابية، وهنا أريد التنويه بتعاون السلطات الأمنية والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة التي رافقتنا منذ البداية في التحضير إلى غاية إنهاء المهمة بنجاح إن شاء الله، خصوصا على مستوى توزيع المواضيع وحراستها وتأمين فضاءات ومراكز الاستحقاق.

في كل مركز امتحان قمنا بتخصيص قاعة عزل خاصة في حالة ظهور أي أعراض للوباء..حينها مباشرة سيتدخل الفريق الصحي لعزل المترشح في هذه القاعة وإتمام امتحانه. ويجب التذكير بأن لنا تجربة في السنوات الماضية في تنظيم امتحانات في مراكز استشفائية لشخص مثلا قام بعملية جراحية. وفي هذه الدورة وبعد قيام الحكومة بتجميع الحالات النشطة في بنسليمان وبنجرير وسيدي يحيى الغرب سنخصص ثلاثة مراكز تابعة لهذه المستشفيات في حالة وجود حالات إيجابية.

كيف ستدبرون تنقل التلاميذ إلى مراكز الامتحانات، خصوصا في المنطقة 2؟.
اليوم المنطقة الثانية تضم فقط أربعة أقاليم وعمالات وهي طنجة أصيلة والعرائش والقنيطرة ومراكش، وابتداء من يوم الخميس المقبل لن يكون هناك أي فرق بين المنطقتين 1 و2 بالنسبة للأنشطة الاجتماعية، باستثناء عدم تنقل المواطنين في المنطقة الثانية بالجهات، وليس في الإقليم؛ ولهذا تلميذ في طنجة يريد التنقل إلى أصيلة فلا يوجد أي مشكل، علما أن الفرق بين المنطقتين يوجد على مستوى السياحة الداخلية والولوج إلى الشواطئ والتنقل بدون ترخيص بين الجهات.

ماذا عن إجراءات زجر الغش في الامتحان الوطني؟.

اليوم هناك مرتكزات أساسية على المترشح أن يحترمها حتى لا يسقط في وضعية غش، علما أن إدخال هاتف نقال إلى فضاء الامتحان يعتبر بمثابة غش في حد ذاته. طلبنا من رؤساء مراكز الامتحان تشديد المراقبة والاكتفاء بدخول التلميذ وهو يحمل معه فقط البطاقة الوطنية والاستدعاء ومقلمة مدرسية مفتوحة.

ثانيا، فإن عملية توسيع فضاءات الامتحان والتباعد الجسدي يعززان إجراءات زجر الغش بين المترشحين. ثم إن إصدار قانون الغش في 2016 ساهم في تقليص عدد حالات الغش من 16 ألف حالة في دورة 2016، ثم نزل الرقم إلى 4500 محاولة غش في دورة 2017، وفي 2018 رصدنا 9000 محاولة غش، و9200 في 2019؛ علما أن هذا الارتفاع في السنتين الماضيتين راجع بالأساس إلى مساهمة قانون الغش في ضبط عدد كبير من الحالات.

يمكن التأكيد أن هناك اليوم تراجعا في عدد حالات الغش في امتحانات الباك، وذلك بفضل صرامة الأساتذة لضبط وزجر كل محاولة غش، ليس فقط داخل قاعة الامتحان بل أيضا أثناء التصحيح، للنظر في مدى تشابه الأجوبة أو تطابقها.. وهناك عدد كبير من حالات الغش ضبطت خلال تصحيح الأوراق.

ما حقيقة منع الأساتذة من استعمال الهاتف النقال؟.

منع إدخال الهاتف هو إجراء يخص التلاميذ، وبالنسبة للأساتذة فإن رئيس مركز الامتحان لديه صلاحية تدبير العملية، لأن الأستاذ المكلف بالحراسة يُمكن أن يلجأ إلى الهاتف في بعض الحالات الاستثنائية.

بعض التلاميذ يشتكون من صعوبة اجتياز الامتحان لساعات وهم يضعون الكمامات..

لهذا السبب قمنا بتوفير القناع الواقي الذي يغطي الوجه كاملاً، حتى يتمكن التلميذ من نزع الكمامة والاحتفاظ بالقناع الوقائي، لأننا نتفهم صعوبة إجراء اختبار من 3 أو 4 ساعات في ظل احتمال ارتفاع درجات الحرارة، ولذلك يكفي ارتداء القناع الذي يمكن أن يحمي المترشح وأطر الحراسة.

ماذا عن مطالبة بعض التلاميذ بتخفيض عتبة النجاح في الباك؟.

أولا، هذه العملية هي بيداغوجية محضة، ولا يمكن للمصالح المركزية أو الإدارية أو الوزير بنفسه أن يتدخل في هذه المسألة. لدينا هيئات مجالس أقسام ذات قيمة وسلطة أكاديمية تسمح للأساتذة بخيار منح نصف نقطة لإيصال تلميذ معين إلى 10 على 20 من عدمه، وكل هذا في إطار احترام العتبة التي نحرص منذ ثلاث سنوات على احترامها في 5 على 10 بالنسبة الابتدائي، والتعليم الثانوي في 10 على 20. وهذا الأمر ساهم في تحصيل نتائج جد مهمة ونتائج إيجابية.

لا يمكن اليوم التراجع عن المكتسبات، فهناك سلطة لمجالس القسم في هامش نصف نقطة أو نقطة وليس تمكين التلميذ من النجاح بحصوله على 9 أو 8.50، علما أن تدخل مجالس القسم تراعي وضعية التلميذ على مستوى الحضور والسلوك وتطور مساره الدراسي.

هل ستطبقُ تدابير الوقاية نفسها في الامتحان الجهوي؟.

نعم، لكن الأمر مرتبط كذلك بتطور الوضعية الوبائية في بلادنا خلال شهر شتنبر المقبل. اليوم أسبوعا بعد أسبوع الحكومة تُخفف من قيود الحجر الصحي ونتمنى أن يكون دخول شهر شتنبر بشكل عاد. ونحن مستعدون لإجراء الامتحانات الجهوية على شاكلة الباك إذا تطلبت الضرورة.

هل يمكن أن يطرأ تغيير أيضا على توقيت الدخول المدرسي المقبل؟.

لا، الدخول المدرسي في وقته كما أعلنا سابقا.. ابتداء الدراسة بتاريخ الثاني من شهر شتنبر المقبل، والتحاق الأطر التعليمية يوم فاتح شتنبر. وكما تعلمون فإن هذا الشهر يخصص للتقوية والدعم لتدارك نواقص تعليق الدراسة في فترة الحجر الصحي.

هل ستسمحون باعتماد التوقيع الإلكتروني بدل الحضوري بالنسبة للأساتذة؟.

نحن اليوم بحاجة إلى الأساتذة حضورياً، لأنهم سيشاركون معنا في الامتحانات المنظمة، ولهذا سنعتمد التوقيع العادي كما جرت العادة في كل سنة.

نصائحكم للتلاميذ المترشحين لتخفيف الضغط النفسي..

لا يوجد أي ضغط نفسي، نحن قمنا بتكييف امتحان الباك الذي يهم فقط المواضيع التي تمت دراستها حضوريا، أي إلى غاية 14 مارس. واليوم يوجد دليل مرجعي يضبط مواضيع الامتحان حتى لا تكون هناك أي مفاجآت، وخصصنا وقتا كافيا للمراجعة والتحضير طيلة شهر يونيو الجاري.

قبل أيام قليلة من موعد الامتحان نوصي التلاميذ بالمثابرة وفي الوقت نفسه تخفيف الضغط النفسي، ونتمنى لهم النجاح والتوفيق ونطلب من الأسر كذلك أن ترفع معنويات أبنائها وبناتها.



google-playkhamsatmostaqltradent